• تغيُّر في «تسعير الخام» يهدّد برفع أسعار منتجات الصلب عالميا 30 %

    05/04/2010

    تغيُّر في «تسعير الخام» يهدّد برفع أسعار منتجات الصلب عالميا 30 %

     

    يتوقع أن تشهد أسعار الصلب ارتفاعاً خلال الفترة المقبلة نتيجة تغير نظام تسعيرة خام الحديد.
     
     

    من المتوقع أن تشهد أسعار منتجات الصلب خلال الفترة المقبلة قفزة ضخمة تصل إلى الثلث، بعد اتفاق بين شركات التعدين وشركات تصنيع منتجات الصلب الثلاثاء الماضي على تغيير نظام تسعير خام الحديد الذي يعد من أهم التطورات في تاريخ هذه الصناعة، وهو ما سيلقي بظلاله على تكاليف السلع المتداولة بين الناس يومياً من السيارات إلى الأجهزة المنزلية بدفعها إلى الأعلى.
    وتعد الصفقة الموقعة بين شركة فالي Vale البرازيلية وشركة بي إتش بي BHP Billiton (شراكة بريطانية - أسترالية) علامة فاصلة وضعت حداً لنظام الأرقام القياسية للعقود السنوية المتبع منذ 40 عاما، كما وضعت حداً لمفاوضات دامت أمداً طويلاً.
     
    في مايلي مزيد من التفاصيل:
     
    من المتوقع أن تشهد أسعار منتجات الصلب خلال الفترة المقبلة قفزة ضخمة تصل إلى الثلث، بعد اتفاق بين شركات التعدين وشركات تصنيع منتجات الصلب الثلاثاء الماضي على تغيير نظام تسعير خام الحديد والذي يعد من أهم التطورات في تاريخ هذه الصناعة، وهو ما سيلقي بظلاله على تكاليف السلع المتداولة بين الناس يومياً من السيارات إلى الأجهزة المنزلية بدفعها إلى الأعلى.
    وتعتبر الصفقة الموقعة بين شركة فالي Vale البرازيلية وشركة بي إتش بي BHP Billiton (شراكة بريطانية - أسترالية) علامة فاصلة وضعت حداً لنظام الأرقام القياسية للعقود السنوية المتبع منذ 40 عاما، كما وضعت حداً لمفاوضات دامت أمداً طويلاً. وقد وافقت الصناعة على استبدال النظام القديم بنظام يقضي بالتحول إلى عقود فصلية (ربعية) مرتبطة مع سوق الأسعار الفورية لخام الحديد. وقال أحد كبار التنفيذيين في صناعة التعدين على علاقة مباشرة بالمحادثات «انتهى نظام الأرقام القياسية، ولن نعود إليه».
    ومن شأن نظام الأسعار الجديد أن يؤدي إلى ارتفاع تكلفة خام الحديد بالنسبة لشركات صناعة الصلب الآسيوية لتصل إلى ما بين 110 دولارات إلى 120 دولاراً للطن خلال الفترة الممتدة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو)، أي بزيادة تبلغ بين 80 إلى 100 في المائة من مستوى الـ 60 دولاراً للطن، وهو السعر الذي تم الاتفاق عليه في العقود السنوية للفترة من 2009 إلى 2010. ومن الجدير ذكره هنا أن عمليات التصنيع المتبعة في المنطقة، خصوصاُ في المملكة ومصر وقطر التي تستخدم تقنية الاختزال المباشر، تعتمد على نوعية خام حديد ذات قيمة مضافة وتكلفة أعلى، حيث أن تكلفة هذا الخام تزيد بما يراوح ما بين 80 و85 دولارا للطن عن التكلفة أعلاه.
    ومن المتوقع أن تحقق شركات التعدين في خام الحديد أرباحاً ضخمة على المدى القصير بفضل نظام التسعير الجديد. وبناء على تقديرات أحد التنفيذيين في الصناعة فإن أرباح شركات الإنتاج الكبرى الثلاث وهي «فالي» و»ريو تينتو Rio Tinto» و»بي إتش بي بيليتون» سترتفع بمقدار خمسة مليارات دولار على الأقل خلال العام الجاري.
    يذكر أن النظام الجديد هو استجابة للجمود الذي أصاب المفاوضات بين شركات التعدين وشركات صناعة الصلب الصينية خلال العام الماضي، حيث لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق على الأسعار السنوية.
    وانتقل ميزان القوى حاليا لصالح شركات التعدين وذلك بالنظر إلى ظهور الصين كمستهلك متعطش للمواد الخام على مدى السنوات العشر الماضية وسط انخفاض المعروض. وقال برندان هاريس محلل أعمال التعدين في بنك ماكواري في سيدني، إن هذا التحول يعتبر من الأيام العظيمة. وأضاف «ليس من الأمور العادية أن تتغير أحكام التسعير لواحدة من أهم السلع الأساسية في التجارة العالمية». ومعلوم أن منتجات الصلب تشكل 95 في المائة من الاستهلاك العالمي للمعادن، ويعتبر خام الحديد العنصر الأساسي المكون لصناعة الصلب.
    وقالت شركات صناعة الصلب، إنها ستعوض عن الزيادة في تكاليف المواد الخام عن طريق رفع أسعار الفولاذ بنسبة تصل إلى الثلث، حيث بدأت بعض الشركات من الآن برفع أسعارها قبيل التحول إلى النظام الجديد لتسعير خام الحديد. ومن المرجح أن تصل التكلفة القياسية لصفائح الفولاذ المدرفل rolled coil steel Hot ما بين 725 إلى 750 دولاراً للطن بنهاية الربع المقبل، بعد أن كانت 550 دولاراً للطن في كانون الثاني (يناير)، وفي العام الماضي كانت أسعار الطن تتدنى أحياناً في التعاملات إلى 380 دولاراً للطن. وقال ثورستن زيمرمان محلل صناعة الصلب لدى بنك إتش إس بي سي في لندن «إن الارتفاع في أسعار المواد الخام سيتم تحميله على المستهلكين».
    وقال تنفيذيون في الصناعة، إن كبرى شركات الصلب اليابانية بما في ذلك «نيبون للفولاذ» Nippon Steel، وشركات الصلب الصينية بما في ذلك «باو ستيل» Baosteel، وقعت على عقود ربعية جديدة، لكن شركات الصلب الأوروبية لم توقع حتى الآن على أية عقود ربعية جديدة. ورغم أن شركة ريو تينتو لم تعلن عن توقيع أي عقود جديدة، إلا أن التنفيذيين في الشركة قالوا إنها ستفعل ذلك قريباً.
    وحذرت رابطة صناعة الصلب الأوروبية، التي تمثل عدداً من أكبر الشركات في الصناعة مثل «آرسيلور ميتال» و»ثيسن كروب»، من أن الزيادة في تكاليف خام الحديد ستؤدي لا محالة إلى أثر لا يستهان به على الأسعار من خلال كامل سلسلة القيمة العالمية حتى تصل إلى المستهلك النهائي.
    وقال محللون إن نظام التسعير الجديد يعني أن تكاليف خام الحديد يرجح لها أن ترتفع حتى أكثر من ذي قبل خلال أشهر الصيف، في الوقت الذي تواصل فيه الأسعار الفورية ارتفاعها. يذكر أن السعر الفوري للخام الأسترالي سجل رقماً قياسياً جديداً يوم الثلاثاء هو الأعلى منذ 18 شهراً، حيث وصل السعر إلى 153.6 دولار للطن. وأضاف كريس وليامسون كبير الاقتصاديين لدى مؤسسة ماركيت في لندن، أن أساسيات الطلب والعرض بالنسبة لمنتجات الصلب يرجح لها خلال الأشهر المقبلة أن تدفع الأسعار إلى الأعلى أكثر من ذي قبل. وقال «الضغوط التضخمية تتجمع الآن في دول الأسواق الناشئة».
    وفي السياق ذاته، أصبحت شركة بوسكو الكورية رابع أكبر شركة لصناعة الصلب في العالم يوم الجمعة الماضي آخر شركة في هذا المجال توافق على شراء خام الحديد بموجب عقود فصلية، وذلك مع قيام شركات التعدين هذا الأسبوع بإقناع أكبر عملائها في الصين واليابان بالتخلي عن الآلية السنوية لتحديد الأسعار المعمول بها منذ 40 عاماً لصالح إبرام اتفاقيات أقصر مدى بناء على السوق الفورية.
    وبموجب الاتفاقية، التي أبرمت بين «بوسكو» وشركة فالي البرازيلية، ستدفع الشركة الكورية 100 إلى 105 دولارات ثمناً لطن خام الحديد خلال الفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو)، أي بارتفاع بنسبة 86 في المائة عن الثمن الذي كانت تدفعه في العام الماضي.
    وذكر مصدر قريب من المحادثات «أن بوسكو تفضل العقود السنوية لأنها توفر قدراً أكبر من الاستقرار على صعيد الأسعار، إلا أن شركات التعدين لديها القدرة على تحديد السعر لأنها تحتكر هذه الصناعة». وقال الناطق باسم الشركة «بعد أن نتسلم المواد الخام بسعر أعلى، سيكون ذلك أحد عوامل رفع أسعار الصلب، لكننا سنتخذ قراراً بشأن الأسعار بناء على ظروف وأحوال السوق».
    هذا، ودعت الهيئة العالمية لهذه الصناعة والتي تمثل شركات صناعة الصلب في بيان لها يوم الخميس، السلطات المسؤولة عن المنافسة حول العالم إلى دراسة سوق خام الحديد لمعرفة إذا ما كانت هناك إشارات تدل على أن شركات التعدين الكبرى تسيء استخدام هيمنتها على السوق.
    ولفت الاتحاد العالمي للصلب إلى أن نظام تحديد الأسعار الحالي بناء على عقود سنوية دعم العلاقات طويلة المدى بين صناعة الصلب وموردي خام الحديد، كذلك أدى إلى اتخاذ قرارات استثمارية مفيدة في المدى المتوسط. وقال إيان كرستماس المدير العام للاتحاد «إن القرار المتضمن في الاتفاقية والقاضي بالتحول للأسعار الفورية سيكون متذبذباً ولن يعود بالفائدة على أي من الطرفين في المدى المتوسط إلى الطويل». وأضاف «إن قدرة شركات التعدين على إملاء هذا التغيير الذي يعظم أرباحها في المدى القصير تأتي بسبب عدم وجود منافسة في سوق خام الحديد المنقول بحراً». وأشار الاتحاد إلى أن شركات فيل وريو تنتو وBHP Billiton تسيطر على 68.5 في المائة من سوق خام الحديد المنقول بحراً.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية